الخميس، 7 يونيو 2012

انفجار بسبب 8 أمبير


انفجار ومن ثم بعده وقع انفجار أخر في نفس مكان الانفجار الأول وصارت الناس في هرج ومرج وتطايرت الأشلاء بكل مكان فهناك يد مقطوعة وهناك التصقت على الحائط بقايا جلد متفحم وهناك جسم من غير مكوناته الأساسية لكي يكون أو يسمى إنسان ففي دولتنا صار الإنسان مجرد شيء ثانوي أو مكمل من كماليات الحياة فالأساس من الحياة في دولتي هي حماية السلطان وحاشيته وحماية حمايته أي الخط الأول والمقربين من السيد الحاكم هذه هي الأولويات اما الثانويات فنحن البشر الذين نسكن في زوايا تفتقر إلى ابسط الأشياء التي يحتاجها ذالك الحيوان الإنسان فنحن في نظر معظم العلماء والرؤساء حيوانات ناطقة فلذلك لا يجب أن نحلم كما يحلم الإنسان العادي أو الإنسان الآلي , لنعود لذلك الانفجار الذي هب الناس لإنقاذ ما يمكنهم إنقاذه من حمل المصابين على عربات تحميل الخضار إلى اقرب مستشفى وابعد مكان من ذلك المكان الذي حصل فيه الانفجار , وهناك جاء أناس يبحثون عن أهلهم الذين كانوا يتسوقون استعدادا لرمضان المقبل والذي سيحل علينا ضيف بعد فقط ستة أيام وهي فرصة لكل الجياع والفقراء لان يسدوا رمق جوعهم بصوم شهر رمضان وليعطوا تلك اللقمة الزائدة التي يضعوها بأفواههم إلى عيالهم وأولادهم الصغار الذين لا يتحملون الجوع ولا الحر ولا الماء الحار الذين يشربوه من ثلاجاتهم التي وصل الانقطاع المبرمج بحلول هذا الشهر العظيم إلى عشرين ساعة بحسب قول احد أولئك المسئولين السمان وهي هدية من وزارة الكهرباء لكل المواطنين أن يحتفلوا بهذا الشهر على ضوء الشموع , وفي خضم تلك الأحداث وذاك الصياح والعويل تعاركت أسرتان جاء ما تبقى منهم في البيت إلى مكان الحادث للبحث عن ابنهم المفقود والذي جاء إلى ذلك السوق المشئوم لشراء قرطاسيه جديدة للتهيؤ للعام الدراسي الجديد ولم يعد لحد ألان وتلفونه مغلق وبعد عناء وجدوا في احد زوايا بقايا محل وكان يسمى مكتبة قبل نصف ساعة ولكن شاءت الأقدار ألان وبقدرة مفجر الانفجاريين أن يتحول ذلك المكان إلى خرابه تتمنى قطط الشارع أن يبقى على حاله للسكن فيه في الشتاء القادم , على أية حال وجدت هناك جثة متفحمة لا احد يعرف معالم أو هوية ذلك الفتى أو كما خمن اغلب الناس الذين تحولوا إلى رجال دفاع مدني بعد أن خلت شوارع السوق منهم وان جاءوا وهم دائما متأخرين فمهمتهم إلى ألان بقت هي إطفاء الحرائق ولا يعرفوا أي شيء عن إنقاذ الأشخاص الذين قد يعانون في حالات غير هذه إلى مخاطر غير الحرائق فمثلا لو تعرض احدهم إلى غرق هل سيهب الدفاع المدني أو الاطفائي لإنقاذ ذلك الشخص المسكين ؟؟؟ اشك في ذلك لأنهم لم يتدربوا على مثل هكذا حالات ولا توجد لديهم معدات لتفادي ذلك الموقف ولان السبب الأخر مكتوب في هوياتهم إنهم رجال إطفاء وليسوا سباحين ؟؟؟ فبعد عدم التعرف على تلك الجثة التي لا يمكن التعرف عليها بكل الأحوال لأنها تفحمت بالكامل و لا يمكن التعرف على أي علامة أو دليل على هوية ذلك الشخص المتفحم لكن الصدمة تأتي من والدتي تلك العائلتين اللتين تبحثا عن ولدهما فقد أحست كل أم من كل عائلة بأن هذا الفتي هو ابنها الذي تبحث عنه وبدء الشجار بين تلك العائلتين على عائديه تلك الجثة ولمن ستؤول فهذا الموقف مبكي ومضحك في نفس الوقت ومؤلم ومعبر عن بساطة شعب دولتي , وبين كل ذاك أعلنت حصيلة غير نهائية بأن عدد الشهداء إن كانت الدولة الموقرة ستعتبرهم شهداء إلى 45 شخص استشهد أو مات بحسب ما ستؤول إليه لجنة التحقيق المحلية وتقريرها الذي سيرفع بعد اقل من شهر فقط و التي ستشكل بأمر من أعلى مؤسسة أمنية في دولتي والى أكثر من مئة جريح والمحصلة النهائية قابلة إلى الارتفاع إذ ما عرفنا أن هناك جرحى حالتهم خطرة وهناك مفقودين لم يعثر عليهم لحد هذه اللحظة بعد مرور يومين وما تزال بعض العوائل تبحث عن مفقوديهم , ولكن بالرغم من كل تلك الأحداث والمآسي هناك تصريح قد أثار تحفظي واستغرابي وتساؤلاتي ولا ادري ان كنت سأضحك من شدة غباء الموقف أو سأبكي من مرارة الخبر المشئوم , فقد بادر احد المسئولين حفظهم الله ورعاهم وأبقاهم في تلك الشجاعة والحنكة والمسؤولية لأنه قد على ما يبدو قد أجرى تحقيقاته الخاصة واتصالاته المكثفة ومن ميزانيتة الخاصة أيضا وانه على ما يبدو لجنه بحالها ولا نحتاج الى لجان مستقبلا في مثل هكذا حوادث وهي وان لم تكن كثيرة فهي موجودة مادام ذلك الشخص المسئول جدا يصرح قبل أن ترفع اللجنة التي لم تتكفل لحد ألان ولم يصدر أي شيء من أي جهة أو مؤسسة أمنية تفسير إلى ذلك الحادث الشنيع والمؤلم , فحضرة الشخص المسئول (أبو عيون جريئة) يقول بأن سبب الحادث يعود إلى انفجار مولدة كهربائية صغيرة تولد 8 أمبير في إحدى المحلات وقد تكون في تلك المكتبة المشئومة التي كان يشترى منها ذلك الفتى قرطاسيته وقبل أن ينفذ منها البنزين هم صاحب المحل بملئها وهي لم تزل قيد التشغيل فانفجرت المولدة واحترقت وسببت في احتراق السوق ووقوع ذلك العدد الكبير من الضحايا والعهدة على صاحب القول وهو سيادة المسئول ولا اعرف ما سبب قوله ذلك وكيفية اكتشافه السر الخطير في ذلك الانفجار لكن الطامة الكبرى لو فعلا أقرت اللجنة المشكلة او التي ستتشكل او لن تتشكل مادام سيادة المسئول الخطير اكتشف سر الانفجار الخطير سيكون كل الشهداء الذين استشهدوا ليسوا بشهداء ولكن ستعتبرهم المؤسسة الأمنية أموات بسبب القضاء والقدر ( والحمد لله) ولن تضطر الدولة إلى دفع أي تعويض لذويهم من أملاك ونفط الشعب المحروم ودولتنا كلها حرصا على نفطنا من أن يسلب أو ينهب أو يذهب إلى مجرد أموات كانوا سيكلفون ميزانية الدولة عبء كبير ولذلك لأنها غير مسئولة عن انفجار المولدة الكهربائية . انتهى المقال ولم يزل لحد ألان أناس مفقودين ولم تتشكل لجنة ولم يصدر أي تصريح من أي جهة أمنية

ملاحظة / أحداث هذه اليومية حقيقة حدثت وتحدث في دولتي ولكن الشيء الغير حقيقي فيه هو إننا سكنه دولتنا العظمى مازلنا على قيد الحياة ... ومع بالغ الأسف . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق