الخميس، 7 يونيو 2012

لنبدأ اولا نحن الرجال


لم يكن المجتمع الإنساني منذ القدم في غنى عن المرأة , حيث تشكل نصف وجوده أو على ما يزيد, و لا يمكن الحديث عن أي تنمية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية دون العمل بجدية نحو تحقيق العدالة بين الرجل و المرأة في المجتمع ، لما لها (المرأة) دور فاعل قد يتجاوز في بعض الأحيان دور الرجل, و بما أن مبدأ الديمقراطية ينص أن كل إنسان يجب أن يكون له دور و مساهمة (مباشرة أو غير مباشرة) في بناء المجتمع , و بكون المرأة إنسان عاقل فأن النتيجة المنطقية هي أن تزاول دورها في المجتمع بشكل سليم , و هذا لا يأتي عبثا إلا بعد أن تعرف حقوقها و تصونها وكذلك تعرف واجباتها تجاه الحياة , باعتبارها مسئولة عن تقدمها و ازدهارها و رقيها , و للمرأة ارث ثقافي كبير من العنف وله تاريخ طويل يمتد إلى أيام الجاهلية الأولى حينما كان الرجل يوأد ( الأنثى ( رمز الفضيحة و العار كما كانوا يعتقدون و التي لا تزال بيننا إلى ألان رواسب من ذلك الإرث المتخلف و منها الظواهر الاجتماعية الملحوظة في عالمنا الذي خضع للاستعمار و الاضطهاد وسيطرة الحكام الطغاة هي ظاهرة الكبت و القهر و التسلط و الذي يقود إلى الانعزال عن المجتمع , فانعكست أثارها على التعامل الاجتماعي بشتى صوره فغياب الحرية و الاستهانة بشخصية الآخرين واضطهادهم وعدم احترام أرادتهم هي ظاهرة مألوفة في مجتمعاتنا اليوم و لا تثير الرفض و الاستنكار إلا بحدود لا تتناسب و تلك الظاهرة وتحت وطأة تلك الظاهرة كان ما أصاب المرأة أشد فداحة مما يلاقيه الرجل فقد ورثت مجتمعاتنا مخلفات من عادات و تقاليد و مفاهيم متخلفة تعاملت من خلالها مع المرأة بالاستهانة بشخصيتها و قدرتها و كفاءاتها الإنسانية فنشأت مفاهيم عزل المرأة عن الحياة الاجتماعية المتطورة في حقب التخلف و غياب الوعي في المجتمع و كنتيجة طبيعية للوضع الفكري و السياسي و الاجتماعي العام ولكي نتخلص من كل تلك الرواسب القديمة لا بد علينا أن نفهم أنفسنا أولا و من ثم نفهم الآخرين و يأتي ذلك من خلال معرفتنا بحقوقنا التي نصت عليها الشرائع السماوية و القوانين و الأنظمة التي وضعها البشر و على هذا الأساس يجب أن ندرس و نبحث في عدة مواضيع مهمة وخطيرة في نفس الوقت كما يعتبرها البعض و أول تلك المواضيع هي حقوق المرأة لما تلعبه في حياتنا من دور لا يمكن لأحد أن ينكره أو يستغني عنه إطلاقا ’ فأولا عليها معرفة حقوقها الأساسية والشرعية و الحقيقية فاغلب نسائنا مازلن يسيرن وراء الإله الذكر عندهن وخصوصا في تلك الأماكن البعيدة عن كل عين في وطننا الحبيب , فتقع المسؤولية علينا نحن الرجال بتعريف حقوق المرأة ونبدأ بأنفسنا ومن بيوتنا فنحن في حقيقة الأمر نقول شيء ونطبق شيء أخر فلنغير تلك السلطة الرجولية عندنا ونجعلها علاقة مشاركة ومحبة نابعة عن قناعة في داخلنا ومن ثم نقوم بتعريف حقوق زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا وحتى أمهاتنا و أطفالنا فلا ضير إن يعلم الرجل الأخر الغير عارف أو المتناسي والمتجاهل لتلك الحقوق وقد نجني ثمار هذه الخطوة بتقليل العنف ضد المرأة التي لا حول لها ولا قوة غيرنا نحن الرجال , لنبدأ من هذه الخطوة وان كانت صغيرة ولكن نتائجها حتما ستكون كبيرة فنحن سنعلم أجيال قادمة تأتي بعدنا عن طريق تلك القنوات النسائية التي وضعنا فيها المعلومة ولو بشكل غير مباشر , فلنبدأ اولا نحن الرجال بذلك . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق